نظم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، مساء امس محاضرة بعنوان: « معاني السلام في الغناء المسيحي العربي والصوفي الإسلامي- كمقترح لحوار الأديان» القتها الدكتورة رينيه حتر.
وقال مدير المركز الأب رفعت بدر الذي أدار الحوار: إن الأردن العزيز قد خطا خطوات واثقة ورائدة في الحوار بين الأديان، وبالأخص عبر المبادرات الكثيرة التي اطلقها، وأصبحت متبناة من دول العالم أجمع.
وأضاف ان المجتمع بحاجة دائمة الى الابداع في اشكال الحوار واساليبه، وهي شانها شأن الكائن الحي تتطور وتدخل في افاق جديدة. ومنها الموسيقى لتعزيز صوت السلام الذي يأتي في خضم اصوات الكراهية والعنف والترهيب في العالم، وفي دول الجوار.
وقال الأب بدر الكل يسعى لنصل الى النتيجة الكبرى ألا وهي تعزيز قيم المواطنة والمساواة في بلدان التعددية الدينية والاثنية. فالاختلاف غنى. والأديان وجدت لكي يتعاضد اتباعها ويشكلوا أسرة واحدة تتضامن في السراء والضراء.
وقالت الدكتورة حتر ان الموضوع في اصله كان اطروحة دكتوراه ناقشتها، في كانون الثاني الماضي، في جامعة غرناطة باسبانيا، مشيرة الى انها تناولت الأردن مثالا للشعوب التي يتحذى بها في العيش المشترك.
وبينت العلاقة بين السلام والموسيقى وبخاصة الدينية واثرها في اثراء الحوار الديني. واشارت الى دور العرب المسيحيين الايجابي الفاعل في المنطقة وبخاصة وفي الأردن، مركزة على أن المسيحيين ليسوا أقلية بمعنى أقلية وإنما قلائل بالعدد فقط.
وأضافت حتر انها كشفت المعاني المشتركة بين اللاهوت المسيحي والدراسات الإسلامية معتمدة على تحليل لغوي لمعاني السلام في 120 ترتيلة مسيحية و الإنشاد الاسلامي في الأردن خصوصا الصوفي.
وأكدت انه لا تعمل لحلّ النزاع عن طريق الموسيقى. بل لتجنب النزاع عن طريق ثقافة سلام يكون الإنسان فيها مبدئياً لديه السلام الداخلي ، حتى يستطيع أن يعكس السلام الخارجي ، لأن أي شخص لديه صراع داخلي ليس لديه سلام داخلي ولا يمكن أن ينقل السلام إلى الخارج إلى الشخص الآخر.
وتحدثت حتر عن موسيقى الكراهية التي تؤجج الحس العنفي لدى الانسان او المقاتل مؤكدة ان تأجيج الحماس الديني عن طريق كلمات معينة سهل جداً.
وأضافت اننا نعيش في عصر يمكن بسهولة أن نستخدم أي رمز ليخدم أيديولوجيات معينة، فالموسيقى خدمت بشكل كبير حروبا، وأيديولوجيات، وأفكارا معينة، ونحن نسمع عن عبدة الشياطين الذين أيضاً يستعملون الموسيقى، مشيرة الى استخدامهم النشيد نفسه الذي يرنم في الكنيسة مثلاً فيفرغونه من معناه الأصلي ويطبقونه.
وشددت حتر على البدء بعملية بناء السلام التي تبدأ بخطوات صغيرة مثل خطوات الأطفال حتى نصل إلى مكان يمكن أن يعطينا القليل من الأمل.
وأكدت ان الاعلام الديني سلاح ذو حدين، يمكن أن يساعد بشكل كبير ويمكن أن يضّر بشكل كبير، ما يجب أن نرنو إليه من خلال الاعلام التركيز على الايجابيات بطريقة موضوعية.
ودعت الى تركيز الاعلام على التراث الشفهي في بلادنا لأننا عبارة عن حضارة شفهية حيث الشعر كان أهم بكثير من الكتابة خلال قرون بالنسبة للعرب، و من المهم أن نعود إلى هويتنا وأن نعتز بها وأن نتعرف إليها قبل أن نتكلم بما هو جديد وما يأتينا من الخارج، فنبتعد عن أصالتنا أيضاً.
وحذرت حتر من انتشار الموسيقى الرقمية في بلادنا اذ مع الانفتاح التكنولوجي وإدمان شبابنا وحتى الكبار على مواقع التواصل وعلى الانترنت بهذا الكم الهائل دون رقيب ودون وعي، من الممكن أن تصل بكل سهولة فكل شيء نسيء استعماله يصبح سلبيا، مشيرة الى ان الامر ما زال وقائيا، ولا نريد أن يتحول إلى علاجي