بمناسبة ولادة نبيّ الله عيسى ونبي الله محمد (عليهما السلام) أقام ملتقى الأديان والثقافات ندوة حول القيم الإسلامية المسيحية في مواجهة الظروف والعنف . حضر الندوة حشد من الشخصيات الدينية والثقافية والاعلامية، وقدم اللقاء عضوالملتقى الدكتور الشيخ سامي ابي المنى فعرض النقاط المشتركة في الإسلام والمسيحية وأهمية العمل لتعزيز هذه النقاط في مواجهة ما نعانيه من أزمات. ثم تحدث بداية أمين عام الملتقى العلامة الشيخ حسن شحادة فقال: إن الرؤى الإسلامية – المسيحية المشتركة تؤكد لنا أن مشكلة القيم الإسلامية ليست مع المسيحية بل مع الغرب وفلسفاتها التي أنتجت النزاعات العنصرية والحروب الاستباقية نبرة العنف ومشكلة القيم الإسلامية ليست مع اليهودية كدين بل مع الكيان الصهيوني الذي أنتج المجازر وعمليات القتل والحروب والعدوان. ومشكلة القيم المسيحية ليست مع الإسلام بل مع نزاعات التكفير والاقصاء, وها هنا اسمحوا لي بأن أضع يدي على الجرح وأنتقل الى ما يعانيه الواقع من أزمات. ففي الغرب تم انتاج الدول المستقرة والتي تتميز بالتطور والاستقرار, أما نحن في الشرق وعلى الصعيد العربي فلا زلنا نعاني من عدم الاستقرار وفشل قيام الدولة مما مهد لظاهرة العنف. وأضاف: لكن كيف نواجه هذا الواقع المرير ؟! إنّ في الإسلام والمسيحية العديد من القيم المشتركة لمواجهة العنف والتطرف, لكن المشكلة ان هذه القيم تكابد أزمة في الاختلاف حول علاقة الاختلاف بالشريعة واللاهوت وأزمة التفسير الطائفي للدين مما أنتج قيماً واختلافاً على أساس الطوائف والمذاهب, إضافة الى أزمة تحولات المجتمع الديني حيث أصبحت حركات التطرف هي التي تقود هذا المجتمع مما أدى لانتشار ظاهرة الهجرة المسيحية في الشرق والانكفاء الإسلامي. ولذا لا بد من اعادة النظر بفهمنا لهذه القيم المشتركة واعادة الوجه الحقيقي للأديان والتركيز على دور الاختلاف والمحبة والغفران والتسامح وبذلك نعيد للأديان دورها الأساسي والمركزي, كما أنه يجب الاهتمام بتغطية العدالة لأنها المفتاح الحقيقي لكل القيم المشتركة. وان المشكلة تبدأ من الانسان والرؤية الخلاصية تبدأ بالانسان وتنتهي بالانسان وأنّ الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ومن ثم تحدث رئيس جمعية المستشارين في جمعية الارشاد والاصلاح الإسلامية الاستاذ عمر الطيبي فعرض لاشكالية علاقة التطرف بالعنف ومتى يصبح التطرف مشكلة عندما ترتبط بالعنف. وقال: الأديان السماوية تجتمع على مستوى القيم وهناك أربع قيم نحتاج اليوم الى تعزيزها لمواجهة التطرف وهي: العدل, الحرية, الشورى والمنفعة العامة . والنصوص الإسلامية تؤكد على هذه القيم وهناك العديد من الشواهد التي تحدث عن هذه القيم. والعدل يقابله الظلم، والحرية يقابلها الجبر، والشورى يقابلها التفرد، والمنفعة العامة تقابلها المنفعة الخاصة لكن المشكلة الآن في التطبيق حيث نواجه اليوم أزمة كبرى بحيث إن الشعوب العربية والإسلامية وصلت الى طريقين لا ثالث لهما: إما حكومات مستبدة وقهرية وإما الفوضى والحروب؟ وهل صحيح أن الجينات العربية ليس لديها خيارات اخرى غير القبول بالظلم والتطرف. وهنا نسأل أنفسنا عن الطريق الثالث؟ ونجيب لا للاستبداد ولا للتطرف ولا للحروب، بل نعم للمشاركة والعدل والحرية والشورى والادارة السلمية للخلافات وبذلك ننقذ مجتمعنا ودولنا من هذه الازمات ونحتاج اليوم الى عقد اجتماعي يتفق عليه أفراد المجتمع وبذلك نهيئ لطريق الخلاص والخروج من الأزمات، وهذا يحتاج لرجال كبار قادرين على تقديم هذه الحلول من أمثال غاندي وغيره. ولا بد من الاهتمام بالتنمية واعتبارها الاساس امام كل الصراعات والاشكالات الاخرى خصوصا الصراعات القومية والدينية والعرقية . ولا تنمية مع الاحتلال اوالاستبداد اوالفكر المتطرف والمغالي وكل فكر متطرف وخصوصاً فكر التطرف الديني . وكلمة الختام كانت للأب الدكتور أنطوان ضوالذي اعتبر ذكرى المولد النبوي وميلاد المسيح يمثلان عيدين للفرح والطفولة وهذا العيد المشترك دعوة لتوطيد روح المحبة والسلام ومن هنا أهمية العودة لنشر روح الطفولة في المجتمع لأنها تذكر بالبراءة والمحبة. وأتينا اليوم من احترام الطفولة والبراءة وإذا كان الاطفال هم هبة الله لنا فإن مسؤوليتنا جميعاً احترام الطفولة وحقوق الانسان والنساء والأطفال، ونحن مطالبون باستفادة كل قيم المحبة لمواجهة قيم التطرف